
تجد الجزائر نفسها مرة أخرى في قلب قضية احتيال بعد اكتشاف شبكة منظمة لتزوير التأشيرات. كانت وكالة سفر تقع في جيجل مركز هذه العملية غير القانونية. حيث كانت تمكن المواطنين الجزائريين من الحصول على تأشيرات مزورة للعديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة.
اندلعت القضية عندما أوقفت السلطات مسافرًا في مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة. على الرغم من أن وثائقه بدت أصلية، إلا أن تنبيهًا من السفارة البريطانية كشف عملية التزوير. كشفت التحقيقات عن شبكة سرية منظمة تعمل منذ عدة سنوات.
تجارة غير قانونية منظمة
استغلت الشبكة الثغرات الإدارية لتوفير وثائق مزورة. من بين الوثائق المزورة التي تم إنتاجها، كانت هناك شهادات عمل، وتأمينات سفر، وكشوفات بنكية، وحتى دعوات وهمية. مقابل مبالغ كبيرة، دفع بعض المتقدمين ما يصل إلى 100 مليون سنتيم جزائري (حوالي 4000 يورو) للحصول على تأشيرة مزورة.
كان مدير وكالة السفر على رأس هذا النظام الاحتيالي، بينما كان شريكه مسؤولًا عن العثور على عملاء مستعدين للدفع لتجاوز الإجراءات الرسمية. خلال عامين، تمكنوا من معالجة ما يقرب من 40 طلبًا دون إثارة شكوك القنصليات.
اعتقالات وأدلة دامغة
بعد التحقيق، تم تنفيذ عملية أمنية لتفكيك الشبكة. تم توقيف المدير وشريكه وعميل. خلال عمليات التفتيش، صادرت السلطات العديد من الوثائق المزورة، بالإضافة إلى أجهزة كمبيوتر مستخدمة لتعديل الملفات. كما تم اكتشاف معاملات مالية مشبوهة، مما كشف عن حجم الشبكة.
يواجه المشتبه بهم الآن تهم تزوير الوثائق، والاحتيال، واستخدام وثائق مزورة. كما يحقق المحققون لتحديد شركاء آخرين داخل المؤسسات التي تصدر التأشيرات.
سوق موازية تغذيها أزمة التأشيرات
تثير هذه القضية سؤالًا مهمًا: صعوبة الحصول على تأشيرة إلى أوروبا، خاصة بالنسبة للجزائريين. في مواجهة القيود المتزايدة التي تفرضها الدول الأوروبية، العديد من الأشخاص مستعدون لدفع مبالغ كبيرة لمحاولة الحصول على فرصة. هذه الطلبات الكبيرة تغذي الشبكات السرية، التي تستغل تطلعات الجزائريين للهجرة.
لمواجهة هذه الاحتيالات، عززت السلطات القنصلية إجراءات المراقبة. أصبحت الفحوصات أكثر تعمقًا، وتصديق الوثائق أكثر صرامة، خاصة مع استخدام الفحوصات البيومترية. ومع ذلك، لا تبدو هذه الإجراءات كافية لوقف التزوير.
تحذير لطالبي التأشيرات
تشكل هذه القضية تحذيرًا للجزائريين الذين يفكرون في اللجوء إلى تأشيرات مزورة. ليس فقط أنهم يواجهون عقوبات جنائية، ولكن قد يتم رفض ملفاتهم بشكل نهائي من قبل السلطات القنصلية الأوروبية، مما يمنعهم من السفر بشكل قانوني في المستقبل.
تواصل السلطات تحقيقاتها لتفكيك شبكات أخرى تعمل في الخفاء. تهدف إلى مكافحة هذه الممارسات غير القانونية بقوة وإرسال رسالة قوية للمحتالين المحتملين.