الأخبارالدولي

موريتانيا: اعتقالات وترحيل للمهاجرين غير النظاميين

تم اعتقال مئات المهاجرين مؤخرًا في موريتانيا، حيث يتم احتجازهم في انتظار ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. حتى الآن، تم ترحيل عشرة مهاجرين سنغاليين إلى داكار. ومع ذلك، ترفض الحكومة السنغالية استقبال مواطنين أجانب آخرين. ونتيجة لذلك، قد تقوم السلطات الموريتانية بنقل المهاجرين إلى الحدود مع مالي، وهي منطقة تعاني من عدم استقرار أمني شديد، مما يعرض حياتهم للخطر. ولم تحدد السلطات الموريتانية الوجهة النهائية لهذه الترحيلات.

إجراءات جديدة للتحكم في الحدود

منذ 2 مارس 2024، قامت موريتانيا بتنفيذ نظام بيومتري للعبور عند نقاط الحدود. يهدف هذا النظام إلى تعزيز مراقبة المسافرين. وهو يعمل حاليًا في 35 نقطة عبور، مع خطط لتوسيعه إلى مناطق أخرى لتحسين تسجيل البيانات وتسهيل عمليات التفتيش. وبهذا، تأمل السلطات الموريتانية في تعقب حركات الهجرة بشكل أفضل.

الترحيل وسياسات العودة

لا يقتصر الترحيل على السنغاليين فقط. في الواقع، سيتم منع أي مهاجر يتم ترحيله من موريتانيا من دخول الأراضي الموريتانية لمدة عامين. هذه الإجراءات هي جزء من سياسة أوسع تهدف إلى مكافحة الهجرة غير النظامية.

تظل موريتانيا نقطة عبور مهمة لأولئك الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر طريق جزر الكناري. وفقًا للسلطات الإسبانية، حوالي 83٪ من المهاجرين الذين يصلون إلى جزر الكناري يمرون عبر موريتانيا.

سياق الهجرة والتحديات الاجتماعية

تلعب موريتانيا دورًا رئيسيًا كنقطة عبور للمهاجرين القادمين من غرب إفريقيا. وفقًا للأمم المتحدة، ارتفع عدد المهاجرين القادمين من منطقة الساحل بشكل كبير، من 57 ألفًا في عام 2019 إلى أكثر من 112 ألفًا في عام 2023. تعتبر مدينة نواذيبو الساحلية نقطة انطلاق رئيسية لهؤلاء المهاجرين، الذين يسعون للوصول إلى جزر الكناري.

أمي، وهي أم سنغالية، عاشت عدة سنوات في موريتانيا قبل أن تغادر إلى إسبانيا. وفقًا لها، على الرغم من أن الحياة لم تكن صعبة بشكل خاص، إلا أنها كانت تبحث عن تعليم أفضل لأطفالها، ولم تكن السنغال توفر حلولًا آمنة مناسبة لعائلتها.

اتفاق مع الاتحاد الأوروبي والتمويل

في 7 مارس 2024، وقعت موريتانيا اتفاقًا مع الاتحاد الأوروبي، بتمويل قدره 210 ملايين يورو. يهدف هذا الاتفاق إلى تعزيز التعاون لمكافحة شبكات التهريب وتحسين مراقبة الحدود. وأكد الرئيس الموريتاني على التزام بلده بدعم أوروبا وإسبانيا في جهودهما لمكافحة الهجرة غير النظامية.

النقاش حول النهج الأوروبي وعواقبه

يعتقد بعض الباحثين، مثل حسن كوني، أن هذا الاتفاق غير مناسب، حيث لا ينبغي أن تصبح موريتانيا مجرد "حارس حدود" لأوروبا. وبدلاً من ذلك، يدعون إلى نهج جماعي يشمل بلدان المنشأ والعبور والوجهة، للعثور على حلول مناسبة. بالإضافة إلى ذلك، يدعو هؤلاء الخبراء إلى استثمارات لمكافحة الأسباب الجذرية للهجرة، مثل الفقر وعدم المساواة.

الوضع الإنساني

تشهد منطقة الساحل أزمة إنسانية حادة. وفقًا للمفوضية الأوروبية، يحتاج ما يقرب من ربع السكان إلى المساعدة والحماية، خاصة النساء والأطفال. كرد فعل على هذا الوضع، تسعى الاتحاد الأوروبي إلى زيادة دعمها لدول المنطقة لمكافحة الأسباب الكامنة وراء الهجرة غير النظامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى